رحلة مع مزارع (الجزء الأول)

سبق و أن نشرت عبر صحيفة (فيفاء) الإلكترونية تقرير بعنوان الزراعة في جبال فيفاء
ولكني هنا حاولت أن أجسد هذا العمل كاملا في رحلة مع احد أبناء هذه الجبال مثبتا بالصورة قدر المستطاع أجزاء من عملية الزراعة في هذه الجبال وقد سعدت بمتابعة والدي (احمد سالم العبدلي الفيفي )- حفظه الله ورعاه- في مراحل موسم كامل وقد إختصرت هذا الجهد في هذه الصفحات وبطريقة أمل أن لا تخل بالموضوع فالجهد مضني والعمل كثير والوقت طويل ولا يتسع المكان هنا لتتبع كل هذا الجهد رغم أنه مثبت لدي ولن أبخل بشئ لأي مهتم بهذا الموضوع. 
فكما يقال الحاجة أم الإختراع فمن إستوطنوا هذه المنطقة الوعرة المنعزلة عن أي موارد قد تصل إليها لتسهم في إستمرار التواجد فيها كان لزاماً عليهم التفكير في طريقة تسهم في إستمرار الحياة على هذه القمم فكانت الزراعة هي الأمل الوحيد ولكن تقف أمام نجاح هذا المشروع المساحة والتربة فكان بناء المدرجات هو الخيار الأمثل والأجدي في مثل هذه الظروف فكان بناء وتشكيل المدرجات في فيفاء أسطورة من حيث بنائها، وعددها الكبير. وتعد تطوراً مهما مع إتساع حاجة الإنسان للتربة والتي أذهلت زوارها، والصيانة المستمرة كل سنة وعقب كل موسم مطر حافظ على بقاء التربة والمدرجات من الإنجراف والتعرية فالمدرجات إحتلت كل متر مربع توجد فيه تربة في سفوح الجبال وحتى المنحدرات الصخرية التي توجد فيها سطور من التربة. فكانت هذه المدرجات ومحاصيلها بالنسبة لأبناء فيفاء مصدر عيشهم. وهذا الإنجاز أسهم في الحفاظ على بقاء التربة وبهذا أسهمت في إعطاء هذه الجبال مظهر إنفردت به عن باقي المناطق الجبلية المجاورة لكونها من أبرز العناصر الجمالية لهذه المنطقة.
image

فما أن تهل نجوم الصيف فصول متعارف عليها لدى المزارعين هنا قد لا تتوافق مع فصول السنة المعروفة حتى يبدأ الاستعداد لتهيئة الأرض الاستقبال موسم جديد.
فلنتابع جهد والدي والذي يعد إنموذج لبقية المزارعين في هذه الجبال من بداية الموسم إلى أن نعود معه إلى حيث بدا.
فأول ما يقوم به هذا المزارع هو تجهيز الأدوات التي يستخدمها لهذا الموسم فأول ما يقوم به هو إستحداد امفُرَس (أدوات تستخدم لتقليب التربة). 

image

لتكون مدببة الرأس بشكل جيد وإستبدال الهراوات التالفة بهراوي جديدة ومن أفضل الأشجار متانة وبعد ذلك يقوم بتفقد وإصلاح أداة الحرث والمعروفة بـ (الحَزَبَة )

image

وإن كان من سكان السهول والأودية الواسعة فانه يستغني عن الحَزَبَة بـ (امحَلِي) ويستخدم في جره ثوران


image

إستحداد جارف التربة والمعروف بـ (السَحِبْ ) ليكون حاد الرأس مستطيل الشكل , وبعد أن أصبحت أدواته جاهزة .. سننتقل معه إلى الأرض المراد تجهيزها. فلنتابع
أول ما يقوم به هو امعِزَالْ او اموِقَال قد تختلف التسمية من جهة لأخرى لكن المعنى واحد وهو تنقية الأرض من الحصا وكذلك تنظيف الأرض من النباتات والأعشاب لتصبح جاهزة للحرث . وقد يستخدم في هذه المرحلة وخاصة في المدرجات الواسعة المِكَمْ وهو لوح من الخشب مثبت فيه صفائح مدببة من الحديد يجره الثور والمزارع واقف عليه لتعلق به الحشائش والنباتات الضارة وتجمع في نهاية المدرج
image
ولتسوية التربة وفي المدرجات الواسعة تستخدم أداة تسمى المِحَر تجرف التربة يجرها بالثور 
image

وتوجد أدوات مساعدة كالشريم (المنجل )

image

المِكَزَة وهي عصا ذات راسين بشكل زاوية حادة يستعين بها في خلع النباتات الشوكية .
بهذا أصبحت أدواته جاهزة .. ولننتقل معه إلى الأرض المراد تجهيزها 

إرسال تعليق

0 تعليقات