بعد أن أصبحت ثمار جهد صاحبنا واقعاً بين يديه و كلٍ على حسب جهده وماله أخرج الجميع زكاة ماحباهم الله به من النعيم وأتى دور حفظ هذه الحبوب لتكون في مأمن من التلف وتكون ذخرا للقادم من الزمن فقد لا يكون العام القادم كما هذا العام في الوفرة والجودة
ونوعية الحفظ تفرضها كمية المحصول وإمكانية المزارع فمنهم من يحفظ محصوله في أوعية كبيرة بعض الشئ تشبه الاكياس مصنوعة من السعف (الطفي)تسمى (عِجَار) تغطى بعد ملؤها بطبقة من التراب الناعم جداً أو الرماد لتمنع وصول الحشرات التي تتلف الحبوب إليه وهذه العملية في الحفظ لا تحفظ الحبوب لمدة طويلة و هذه الأوعية لم تعد تصنع أو تستعمل
والطريقة الأخرى هي الحفظ في (الحوايا) وهي أوعية تبنى من الطين فقد تكون (حوية ) وأحدة وهذه لصاحب المحصول ذو النوع الواحد والقليل وتكون فوق قاعدة من الحجر تغطى بعد ملؤها بنفس الطريقة السابقة ويكون في أسفلها فتحة لإستخراج الحبوب تسد بعد أخذ ما يراد وهذه الطريقة مجدية للحفظ لمدة طويلة .
وصاحب المحصول المتعدد الأنواع فانه يحتاج الى عدة (حوايا) لحفظ محصوله ولذلك فانهم يعمدون الى سقف نصف احد ادوار البيت بسقف تحت سقف البيت تحمله عتبة يسمى (حَقِبْ) ويبنون (الحوايا ) فوقه وتكون بنفس النموذج السابق غير انها متعددة

والنوع الأخير وهو لصاحب المحصول الوافر او مجموعة مزارعين جمعوا مازاد من محصولهم واتفقوا على حفظه وهذه الطريقة تكون بدفنه في حفر تحت الأرض تسمى (مدفن) وهذه الطريقة تحفظ المحصول لعدة سنوات قادمة قد تزيد على العشر والعشرين سنة

وهذه الطرق لم تعد متبعة في عملية الحفظ ألان بعد توفر الأوعية البلاستيكية والحديدية و بعد ان تمت عملية الحفظ وتامين المحصول فان صاحبنا سيعود الى الارض لتنظيفها وتجهيزها لموسم الريبع وسنكون معه في الحلقة القادمة
0 تعليقات